نصائح أساسية لتعزيز صورة إيجابية للجسم لدى أطفالك
دليل لطيف لمساعدة طفلك على رؤية
نفسه بعطف وثقة وحب، كما يستحق.
![]() |
| مساعدة الأطفال على رؤية أنفسهم بعيون حنونة وقلب واثق، صورة من FreePik AI. |
مشاعر
الأطفال والآباء
كآباء،
نلاحظ كل شيء عن أطفالنا - ابتسامتهم عند النجاح، وخوفهم الذي يحاولون إخفاءه عند
الشعور بالألم، ولحظات صمتهم وهم يقارنون أنفسهم بالآخرين. عالم اليوم يجعل من الصعب
على الأطفال أكثر من أي وقت مضى أن يحبوا أنفسهم. فمع وسائل التواصل الاجتماعي،
وتعليقات زملاء الدراسة، وفلاتر التجميل، والمعايير غير الواقعية المنتشرة في كل
مكان، حتى الأطفال الصغار يبدأون بالتساؤل عن أجسادهم في سن مبكرة جدًا.
إذا
كان طفلك قلقًا باستمرار بشأن شكل جسمه، أو لون بشرته، أو ملمس شعره، أو وزنه،
فأنت لست وحدك. العديد من الآباء حول العالم يواجهون نفس الصعوبات. والحقيقة
بسيطة:
تبدأ
صورة الطفل عن جسده في المنزل.
صوتك،
كلماتك، ردود أفعالك - تصبح المرآة التي يرى طفلك نفسه من خلالها.
الخبرالسار؟ بإمكاننا توجيههم. بإمكاننا مساعدتهم على النمو ليصبحوا شبابًا واثقين
بأنفسهم، محبين، ومتقبلين لذاتهم. إليكم بعض الطرق اللطيفة والفعّالة لتعزيز صورة
إيجابية للجسم لدى طفلكم.
١. تحدثوا بلطف عن أجسامكم - فهم يستمعون
يتعلم الأطفال من أفعالنا أكثر
مما يتعلمون من أقوالنا.
إذا كان أحد الوالدين يقول
باستمرار:
- "أبدو سمينًا."
- "أكره بطني."
- "شعري فظيع اليوم."
...يبدأ الطفل بالاعتقاد بأن
الأجسام يجب أن تكون مثالية ليُحب.
دعوا طفلكم يسمعكم تتحدثون بلطف
عن أنفسكم - حتى في الأيام الصعبة.
قولوا أشياء مثل:
- "أنا
ممتن لساقيّ القويتين."
- "أحب
كيف يساعدني جسدي في القيام بالأشياء كل يوم."
الطفل الذي يرى حب الذات ينشأ
ليصبح بالغًا يمارسه بشكل طبيعي.
٢. احتفوا بما تستطيع الأجسام فعله، وليس فقط بمظهرها
الجسم ليس زينة - إنه أداة.
- "ساقاك
تساعدك على الجري واللعب."
- "ذراعاك تمنحانك أفضل عناق."
- "بشرتك تحميك كل يوم."
- "عيناك ترى العالم بطريقة مميزة."
عندما يُقدّر الأطفال الوظيفة
أكثر من المظهر، يشعرون بالفخر والقدرة والقوة.
٣.
علّمهم أن كل جسم مختلف - وهذا جميل
ساعد طفلك على فهم أن الأجسام تأتي بأشكال وألوان وأحجام مختلفة - ولا يوجد أي منها "خاطئ".
- "تخيّل لو أن كل زهرة في العالم تبدو متشابهة. هل ستظل الحديقة جميلة؟"
- أو خلال الحياة اليومية:
- "انظر حولك - كل شخص لديه شيء فريد. هذا ما يجعل العالم مثيرًا للاهتمام."
- التمثيل مهم. أرِهم كتبًا وأفلامًا ودمى وفنونًا وأبطالًا متنوعين.
٤. قلل من وسائل الإعلام الضارة - وتحدث عما يشاهدونه
لا يمكنك منع العالم من عرض وجوه
مُفلترة وأجسام مُعدّلة، لكن يمكنك تعليم طفلك كيف يرى الحقيقة.
أجرِ محادثات مثل:
- "ما
رأيك في هذا الفيديو؟"
- "هل يبدو هذا حقيقيًا بالنسبة لك؟"
- "ما
هو شعورك تجاهه؟"
٥.
تجنب التعليقات المتعلقة بالمظهر - حتى الإيجابية منها
كثيرًا ما نقول:
- "تبدو
نحيفًا جدًا!"
- "أنت طويل جدًا!"
- "أنت طويل بالنسبة لعمرك!"
حتى المجاملات قد تجعل الأطفال
يعتقدون أن قيمتهم مرتبطة بمظهرهم.
جرب هذا بدلًا من ذلك:
- "أحب
لطفك."
- "لقد بذلت جهدًا كبيرًا اليوم."
- "أنت
تجعل الناس يشعرون بالسعادة."
- "أنت شجاع."
ركز على الشخصية. ركز على الجهد.
ركز على نقاط القوة.
٦. احمِهم من النقد - بما في ذلك من أفراد العائلة
أحيانًا تأتي التعليقات المؤذية
من الأقارب، وليس من الغرباء.
إذا قال أحدهم:
"عليها أن تراقب
وزنها"،
٧. شجع العادات الصحية دون ضغط على الجسم
لا تربط الطعام أو الرياضة
بالوزن.
- "هيا
نأكل شيئًا يمنحنا الطاقة".
- "هيا نخرج، ونتحرك، ونستمتع".
- "هيا
نشرب الماء لنشعر بالقوة".
هذا يعلم طفلك أن الصحة تعني
السعادة، لا النقد.
٨. هيئ بيئة منزلية آمنة للمشاعر
أحيانًا يتحدث الأطفال عن أجسادهم
بينما يشعرون في الحقيقة بما يلي:
- الحزن
- الخوف
- الوحدة
- الحيرة
- الضغط
اسألهم:
"هل هناك ما يزعجك؟"
- "كيف حالك اليوم؟"
- "يمكنك
أن تخبرني أي شيء."
الطفل الذي يشعر بأن صوته مسموع
لا يخفي معاناته.
٩.
ذكّرهم يوميًا: قيمتهم لا علاقة لها بمظهرهم
قل لطفلك باستمرار:
- "أنت
أكثر من مجرد جسدك."
- "أنت
تستحق الحب كما أنت."
- "أنت
كافٍ."
- "أنت
تجعل هذا العالم أفضل."
تصبح هذه الكلمات صوتهم الداخلي
مع تقدمهم في السن.
١٠. كن ملاذهم الآمن
في نهاية المطاف، لا يحتاج طفلك
إلى الكمال.
- لا يحتاج إلى جسد خالٍ من العيوب.
- لا يحتاج
إلى فلاتر أو مقارنات.
إنهم بحاجة إليكِ - شخص يراهم بكل
جوانبهم، بلطفٍ وحنان.
إنهم بحاجة إلى من يقول لهم:
- "أحبكِ
بكل ما فيكِ."
- "أنا هنا من أجلكِ."
- "لستِ
مضطرةً للتغيير لتستحقي الحب."
عندما ينشأ الطفل في بيئةٍ آمنة
كهذه، تتفتح ثقته بنفسه بشكلٍ طبيعي.
خاتمة: الحب هو المرآة الحقيقية
تعليم الطفل صورةً إيجابية عن
جسده ليس درسًا ليومٍ واحد، بل هو فعل حبٍ يومي.
ابتسامة في الوقت المناسب.
عناق بعد يومٍ شاق.
تذكير بأن الجمال هو اللطف
والشجاعة والإبداع والضحك - وليس المقاسات.
يتعلم طفلكِ كيف يرى نفسه من خلال
عينيكِ.
اجعلي تلك النظرة رقيقة.
لأن الطفل الذي يحب جسده اليوم
يصبح بالغًا يسير في العالم بثقةٍ وتعاطفٍ وقيمةٍ ذاتيةٍ راسخة.
